تعرضت زراعة الكمون لنكسة كبيرة في مناطق زراعته المحدودة والنادرة في اليمن، مما ينذر بنقص المعروض منه في الأسواق المحلية التي تتجه للاستيراد لتغطية النقص الحاصل في مثل هذه المحاصيل والمنتجات.
يعتبر الكمون إحدى مواد العطارة والتوابل التي تعتمد عليها الأسر اليمنية وقطاع المطاعم بشكل كبير في الوجبات بدخولها كمكون رئيسي في إعداد وطبخ اللحوم والدواجن والبقوليات وعديد المأكولات الأخرى المتنوعة.
وتقدر آخر بيانات مسح ميزانية الأسرة في اليمن الصادرة قبل الحرب الدائرة في البلاد منذ العام 2015، عن الجهاز المركزي للإحصاء (حكومي)، إنفاق الأسر اليمنية على التوابل بنحو 16 مليار ريال سنوياً، منها 3.6 مليارات ريال يمني للكمون مع بهارات أخرى كالفلفل والقرفة والزنجبيل. وتنتشر زراعة الكمون في مناطق محددة في اليمن تتركز بشكل أساسي في المناطق الشمالية الشرقية كالجوف حيث تتوفر العوامل المناسبة لزراعة مثل هذا المحصول، والتي تعرضت لنكسة كبيرة هذا الموسم بعد أن تسببت السيول والفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها هذه المناطق نهاية العام الماضي، بجرف جزء كبير من المحصول.
ويفيد مزارعون في محافظة الجوف بأن السيول والفيضانات قضت على نسبة كبيرة من الكمون وتعرضهم لخسائر فادحة جراء ذلك، إذ يؤكد المزارع موفق زيد، لـ”العربي الجديد”، أن المحصول تعرض للجرف بعد نحو شهر من وضع البذور، في حين يوضح المزارع عاصم الوهيبي، أن هناك تجارب ناجحة في زراعة الكمون تغطي جزءا من احتياجات الأسواق المحلية.
ويشرح المزارع حسن الجوفي، لـ”العربي الجديد”، أن الحصول على مثل هذه المنتجات كالكمون يتطلب جهدا كبيرا ومعرفة وتجربة واسعة في التعامل مع إجراءات إنتاجه وحصاده التي تعتبر في هذه الحالة مع تراكم التجربة سهله للغاية، إضافة إلى أن عملية الري للكمون بسيطة ومحدودة ولا يحتاج هذا المحصول إلى كمية كبيرة من المياه.
وقفزت أسعار الكمون المحلي في اليمن بنسبة كبيرة تزيد على 300%، بعد وصول سعر الكيلوغرام الواحد إلى نحو 8000 ريال من 5000 ريال يمني، بينما يلجأ كثير من المستهلكين للمستورد الذي لا يزيد سعره عن 3000 ريال للكيلوغرام.
ويشير رئيس نقابة عمال المطاعم في اليمن، محمد عوفان، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أهمية وجودة الكمون اليمني المنتج محلياً بالرغم من ارتفاع أسعاره وكمياته المحدودة في الأسواق، إذ يدفع هذا الأمر قطاع المطاعم والمأكولات في اليمن إلى الاعتماد على الأصناف المستوردة بسبب الكمية الكبيرة التي تستهلكها من الكمون بشكل يومي وخلطه عادة مع “الفلفل” عند إضافته للحوم التي تستحوذ على الكمية الأكبر من الاستهلاك.
وحسب عوفان، يقدر استهلاك المطعم الواحد الذي يقدم ثلاث وجبات في اليوم بما مقداره 4 كيلوغرامات من الكمون وبعض خلطاته الممزوجة مع أصناف أخرى من التوابل والبهارات، فيما تعتمد الأسر في الاستخدام المنزلي على شراء الكمون بالتجزئة بحسب احتياجاتها.
*العربي الجديد